داريا كوتلياروفا، التي نشأت في بيئة فنية عميقة في موسكو، برزت كشخصية بارزة في عالم الفن الروسي. يعود نسبها الفني إلى أصول مرموقة، حيث كان جدها، ليف كوتلياروف، فنانًا محترمًا في الاتحاد السوفيتي، ووالدها، بافل كوتلياروف، حقق أيضًا شهرة كبيرة في فن الرسم على اللوحات. أما والدتها، فهي مؤرخة فنون مشهورة وعضو مراسل في الأكاديمية الروسية للفنون، مما يثري التراث الفني لداريا.

بدأت داريا كوتلياروفا تعليمها الفني الرسمي في المدرسة الأكاديمية للفنون التابعة للأكاديمية الروسية للفنون باسم تومسكي، واستكملته في معهد سوريكوف الحكومي للفنون في موسكو. كانت مسيرتها الفنية مميزة بمنحة دراسية من وزارة الثقافة في الاتحاد الروسي، وتضمنت تدريبات دولية مهمة، خاصة في إيطاليا وفرنسا. وتظهر مهاراتها بوضوح في مساهماتها في الرسوم الداخلية للكنائس الأرثوذكسية في زغرب وموسكو، مما يبرز خبرتها وعمقها في الفن الديني.

تتسم أعمال كوتلياروفا بطابعها الرمزي والاستعاري. تستلهم فنونها من ذكريات الطفولة والثقافة البصرية السوفيتية، حيث تعيد تفسير الصور المألوفة لتضفي عليها معاني جديدة. تخلق الألوان الزاهية والعناصر السريالية في لوحاتها عالمًا خياليًا غامرًا بالتعبير الفني.

اكتسبت داريا كوتلياروفا اعترافًا دوليًا، حيث تُعرض أعمالها في مختلف المتاحف والمجموعات الخاصة حول العالم. وهي مشاركة نشطة في المعارض والمسابقات الفنية، حيث يُشاد بأسلوبها الفريد ونهجها الإبداعي في الرسم.

بهذه الطريقة، تواصل داريا كوتلياروفا مساهمتها الكبيرة في الفن المعاصر، مُحافظةً على التقاليد الفنية الغنية لعائلتها الشهيرة ومُطوّرةً لها.